
سلّمت حركة «حماس» وفصائل المقاومة الفلسطينية، اليوم، الوسطاء ردّها على مقترح الهدنة في قطاع غزة، «مع تضمينه تعديلات للوصول إلى وقف إطلاق نار دائم»، بحسب وكالة «فرانس برس».
ونقلت الوكالة عن مصدرين فلسطينيين مطلعين على سير المفاوضات قولهما إن «ردّ حماس عالج، بشكل رئيسي، ملف دخول المساعدات إلى قطاع غزة وخرائط الانسحاب العسكري الإسرائيلي من قطاع غزة وضمانات الوصول إلى وقف الحرب بشكل دائم»، واصفين الردّ بأنه «إيجابي».
وأوضح المصدران لـ«فرانس برس» أن ردّ الحركة «يتضمّن أيضاً المطالبة بتعديلات على خرائط الانسحاب الإسرائيلي»، مضيفين أن «حماس» طالبت بأن «تنسحب القوات الإسرائيلية من التجمعات السكنية وطريق صلاح الدين (الواصل بين شمال وجنوب القطاع)، مع بقاء قوات عسكرية، كحد أقصى، بعمق 800 متر في كافة المناطق الحدودية الشرقية والشمالية الحدودية للقطاع».
وذكر المصدران أن «حماس طالبت (...) بزيادة عدد المفرج عنهم من الأسرى الفلسطينيين من ذوي المحكوميات المؤبدة والعالية مقابل كل جندي إسرائيلي حي»، مشيرين إلى أن المفاوضات «ستتواصل حتى الوصول إلى اتفاق نهائي».
وللأسبوع الثالث على التوالي، يواصل وفدان من «حماس» وإسرائيل مفاوضات غير مباشرة في الدوحة بهدف الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
وتستند المبادرة التي تتم مناقشتها، بوساطة قطرية وأميركية ومصرية، إلى اقتراح هدنة مؤقتة لمدة 60 يوماً، يتخللها الإفراج، بشكل تدريجي، عن أسرى محتجزين في قطاع غزة، في مقابل إطلاق سراح مئات المعتقلين الفلسطينيين.
إسرائيل تنفي مسؤوليتها عن المجاعة
في سياق مواز، نفت الحكومة الإسرائيلية مسؤوليتها عن نقص الغذاء في غزة، متهمة، في المقابل، حركة «حماس» بأنها تفتعل أزمة في القطاع المحاصر.
وادعى المتحدث باسم الحكومة، ديفيد مينسر، للصحافيين اليوم، أنه «لا توجد في غزة مجاعة تسببت بها إسرائيل» بل «نقص مفتعل من حماس»، متهماً عناصر الحركة بمنع توزيع الغذاء وبنهب المساعدات.
في سياق متصل، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية أنّ «خطر المجاعة» الذي يواجهه المدنيون في غزة بعد أكثر من 21 شهراً من الحرب، هو نتيجة للحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع.
وقال المتحدث، في بيان اليوم، إنّ إعلان إسرائيل توسيع عملياتها البرية «يسرّع من تدهور الوضع الإنساني الذي يتّسم بسوء التغذية وخطر المجاعة. وهذا الوضع هو نتيجة الحصار الذي تفرضه إسرائيل».
وفي الإطار نفسه، حذّرت أكثر من مئة منظمة غير حكومية من خطر تفشّي «مجاعة جماعية» في غزة، فيما أعلنت الولايات المتحدة أن المبعوث، ستيف ويتكوف، سيتوجّه إلى أوروبا لعقد محادثات تهدف إلى وضع اللمسات الأخيرة على «ممر» للمساعدات الإنسانية الى القطاع.